ثمرات الإيمان- للشيخ جابر عبد الحميد (1)
إن الحمد لله تعالى
نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده
الله فهو المهتد فاللهم يا ذا الجلال والإكرام ويا من تسمع دعاءنا وترى مكاننا
نسألك هداية لا نضل بعدها أبدا ومن يضلل فلا هادي له اللهم يا مقلب القلوب ثبت
قلوبنا على دينك ويا مصرف القلوب صرف قلوبنا في طاعتك وتوفنا وأنت راض عنا يا رب،
نعوذ بك من مضلات الفتن نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم احفظنا
بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين واحفظنا بالإسلام راقدين ولا تشمت بنا
أعداءً ولا حاسدين ونشهد جميعا أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، ولا ند له،
ولا نظير له، لم يشاركه عز وجل أحد في الخلق والرزق والتدبير والإحياء والإماتة،
وإذاً لا ينبغي أن يشاركه في التشريع وفي الأمر والنهي أحد ولا نشرك معه أحد في عبوديتنا،
في خضوعنا، في شرعتنا، في منهاج حياتنا﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ﴾[162-163/الأنعام]
لأنه لا شريك له في الخلق فلا ينبغي أن يكون أخي المؤمن في حياتك شريك معه جل وعلا
في الأمر في تلقي المنهاج تلقي الحلال والحرام تلقي الشريعة إلا منه وحده جل وعلا
والذين يشاركون الله في التشريع نَصَّبوا أنفسهم آلهة يُعبدون من دون الله التابع
لهم معهم في نار جهنم والعياذ بالله﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾[31/التوبة] جعلوهم أربابا كما بيَّن النبي صلى الله
عليه وسلم أحلوُّا لهم الحرام فأطاعوهم وحرَّموا عليهم الحلال فاتَّبعوهم فأصبحوا يعبدون
غير الله وهم لا يشعرون فسبحانك سبحانك لا شريك لك في الخلق وسبحانك سبحانك لا
شريك لك في الأمر والصلاة والسلام على خير الموحدين وخير العابدين وأزكى وأفطن
وأفضل الناس أجمعين نبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن عبد مناف بن هاشم بن
قُصي رضي الله عنه وأرضاه وعن أصحابه الطيبين الطاهرين المطهرين ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا
سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾[70-71/الأحزاب] جعلني الله وإياكم من الفائزين، جعلني
الله وإياكم من الفائزين، جعلني الله وإياكم من الفائزين، في الدين والدنيا يا رب
العالمين.
وبعدما ختم
الشيخ رحمه الله باب الإيمان بعد تحقيق العبودية ومنافاة الشرك وتحدث عن الإسلام
وعن الإيمان ختمه بالبيت السابق الذي درسناه يوم الأحد الماضي، وتُقبلُ التوبة قبل
الغرغرة كما أتى في الشرعة المطهرة وقلنا هذا من توفيق الله للشيخ لأن الإيمان
يزيد وينقص والمؤمن قد يَغْفُل وقد ينسى فينبغي للمؤمن أن يجبر تقصيره وغفلته
ونسيانه بالتوبة، والحمد لله ما دامت الأنفاس في الأبدان وقبل حشرجة الروح في
الصدر، التوبة مقبولة إن شاء الله هذا في عمر العبد وأما في عمر الدنيا فالتوبة
مقبولة مالم تشرق الشمس من المغرب فإن أشرقت من المغرب قُفِل باب التوبة فلا
يُفْتح أبدا نسأل الله أن يتوب علينا وعليكم يا رب العالمين.
انتهينا من
أبواب ومسائل الإيمان وما يتعلق بها ووقفنا مع الشيخ عند باب معرفة النبي محمد صلى
الله عليه وسلم وطبعا إن موضوع سيدنا النبي طويل جدا وربما يأخذ كثيرا من الدروس
لنتعرف عليه صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة من حياته صلى الله عليه وسلم
فهو الباب الذي ارتضاه الله عز وجل وفتح أبواب الجنان لمن اتَّبَعه، إنه نبينا
الهادي البشير والسراج المنير محمد صلى الله عليه وسلم. اترك هذا الموضوع قليلا
لأن الله شرح صدري في نهاية أبوب الإيمان أن أَدُلَّكم على ثمرات الإيمان.
درس الليلة عن
عشرين ثمرة يستفيدها المؤمن من وراء إيمانه بالله العزيز الغفور الودود القهار جل
وعلا.
والثمرة رقم
عشرين تحتها عشر ثمار فأصبحت الثمار ثلاثين ثمرة يحصدها المؤمن ويجنيها ويستفيد
بها في حياته، وحَيَّى الله صاحب هذا الكتاب الذي سماه باسم عجيب سماه ( شجرة
الإيمان ) هو كتاب طيب جدا فيه خمسة عناصر عن الإيمان ثم عن شرف الإيمان وفضله وعن
زيادته ونقصانه وعن صفات المؤمنين وختمه بثمرات الإيمان.
نحن نقتطف من هذا الكتاب ثلاثين ثمرة يستفيدها
المؤمن في حياته، وأما عن تحصيل الإيمان وزيادة الإيمان فقد مضى الحديث ولله الحمد
والمنة بالتفصيل ولكن باختصار يمكنك أن تزداد إيمانا بصحبة القرآن يكفيك هذا
العنصر ( صحبة القرآن ) وبالأخص القرآن المكي، القرآن المكي يزيدك إيمانا ويجعل
جذور الإيمان تتمكَّن وتَثبُت وتترسَّخ في التربة الطيبة فلا تزعزعها الرياح ولا
الشهوات ولا الشبهات يعني كل القرآن المكي هدفه فقط توحيد الواحد ثلاثة عشر سنة
يرسِّخ النبي محمد صلى الله عليه وسلم جذور الإيمان في الصحب الكرام لأنه يعرف أن
الله زَوَى الأرض فرأى مشارقها ومغاربها وقال: إنّ مُلْكي سيبلُغ ما زوى لي من
الأرض، الله أَعْلمَ النبي، الله أعلمه أنّ دينه سيصل إلي كل مكان يدخله ليل أو نهار
والملْك سيُفتَحُ على الصحابة الذين كانوا يأكلون ورق الشجر سيُفْتَح لهم الملك
روما وفارس يعني أمريكا وروسيا ستدين لهم وسَتذِل وسيصبح ملك محمد ودين محمد عزيزا
عاليا فوق كل الملل والنحل ليظهره على الدين كله فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يُثبِّت
جذور هذه الشجرة، شجرة الإيمان في الصحابة ثلاثة عشر سنة حتى لا يخدعهم مُلْك
الدنيا وبهجتها وزهرتها ولذلك كانوا من الثابتين حتى بعد فتح البلدان وكل الأمة
دانت لهم، ما نسوا أبدا عبوديتهم لله عز وجل رضي الله عنهم وأرضاهم. إذاً القرآن
المكي هو وظيفته يكفيك أن تقرأ قوله عز وجل﴿ أَلَمْ
نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ
أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ
لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ
سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ
الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15)
وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ﴾[النبأ]
﴿
هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا
خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ﴾[11/لقمان] ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾[19/محمد] كفاية نظر في الآيات المكية الحمد لله هي
كفيلة بفضل الله أن تجعل إيمانك كالجبال الرواسي تثبت عند الفتن لا شهوة تُزحزِحُك
ولا شبهة تُرِيبك ثابت أمام الشبهات وأمام الشهوات، ثابت عند الفتن، لا تُغيِّر
الحقائق ولا تُبَدَّل هيئتك ولا تَحْلِق لحيتك ولا تترك جلبابك ولا تهجر مساجدك،
ثابتون حتى لو قُطِّعت الأكباد وحُرِّقت الأجساد ونسأل الله أن يعافينا ويعافيكم.
الدنيا عَرَضٌ زائل شهوة ساعة ومُرِّ ساعة إن كنت في مُرّ، بعدها تَرْبح جنّة
عرضها السماوات والأرض﴿ وَتَتَلَقَّاهُمُ
الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾[103/الأنبياء]
وغَمْسَة واحدة في الجنة اللهم اجعلنا وإياكم من أهلها تُنْسِيك مرارة الدنيا،
غَمْسَة واحدة في النار، تُنْسي شهوات الأرض.
انتبه، وثبت جذور الإيمان في قلبك بالنظر في
القرآن المكي حتى لا تزحزحك الشهوات، اترك الأفلام والمسلسلات والأغاني لكي لا
يستقر قرآن الشيطان في قلبك وتَنْسى قرآن الرحمن، ولا تنسى إخوانك المؤمنين
ويُبْعدُكَ اللعين عن صحبة الطيبين ويُكَرِّه إليك صحبة الأخيار ويُحبِّب إليك صحبة
الأشرار ثم رويدا رويدا يسلب الإيمان من قلبك وأنت لا تشعر حافظ على هذه الشجرة
فالله يُكْرِم هذا المؤلف لا نتعصَّب لأسماء ولا لشيوخ ولا لطرق إلا للكتاب
والسنة.
يقول: إذا
كانت التربة طيبة قبل الدخول للثمار كلمة أعجبتني أنقلها لحضراتكم فهيا مع كلام
الشيخ، يقول الشيخ: مهما كانت الأرض طيبة والبذرة صالحة وتم تعهد الزرع من خدمة
وريٍّ وحفظ من الآفات نمى الزرع وكَمُل، وليس هناك أرض أطيب من قلب المؤمن وليس
هناك بذرة أطيب من كلمة التوحيد قولوا: لا إله إلا الله.
فإذا تم
التعهد بالعلم النافع والعمل الصالح أيْنَعَت البذرة فخرجت أصولها وجذورها ممتدة
في أرض القلب ( قلب المؤمن ) والجذور ( الإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل
واليوم الآخر والقدر خيره وشره ) وسيقان الشجر ( الإخلاص والمتابعة ) إخلاص
التوحيد لله الواحد ومتابعة الإمام سيدنا النبي، لا شريك لله في الأمر والشرعة
ومتابعة لسيدنا النبي في صلاته وصيامه وزكاته وحجه وأقْضِيَته وأحكامه وشريعته
ومعاملاته وأخلاقياته وسلوكياته، فما يزال العبد المؤمن المتبع للسنة يُغَذِّي
إيمانه ويزداد يقينه فتزداد الشجرة رسوخا في قلبه فلا تزحزحها رياح الشبهات والشهوات
وتُخْرِج ساقها تَسُرُّ الناظرين عالية في سماءٍ وارفة الظلال طيبة الثمار، ومن
بركة الشجرة أنها تُثْمِرُ كل حين بإذن ربها، ثمار الدنيا تُثْمِرُ مرة أو مرتين
في السنة، أما ثمار الإيمان فإنها تُثْمِرُ في كل لحظة ولله الحمد والمنة، ولا
يذوق طعم الثمرة إلا من جمع هذه الخصال حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما،
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، الحب في الله والكره في الله، إيمان من غير حب
وكره، إيمان راكد، وأحب الناس تبعا لحبهم لرب الناس إن أطاعوا رب الناس أحببتهم
وإن عصوه أبغضت فيهم المعصية وأحببت فيهم التوحيد، فالمؤمن يُحَب ويُكْرَه،
والكافر يُكره كُرْه العمى ولا يُظْلَم، له البر إن لم يحاربنا ولكن ليست له محبة،
هذه دروس سبقت في الولاء والبراء، وإن حاربنا فلا بر له ولا مودة ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ﴾[51/المائدة]
فيكون يهوديا مثلهم أو نصرانيا مثلهم، يذوق طعم الثمرة من رضي بالله ربا وبالإسلام
دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، من كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما
سواهما ومن أحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن
يُقْذَفَ في النار. فهيا بنا يا إخواني نسأل الله أن يرزقنا حلاوة الإيمان وثمار
الإيمان.
الثمرة الأولى: أهلها يفرحون بولاية الله
عز وجل لهم، اللهم تَوَلَّنا. اسمعوا جميعا إلى هذه البشرى، قال الله عز وجل﴿
وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ﴾[68/آل
عمران] ويا لها من بشرى تَقْصُر عنها العبارة لا أستطيع أن أعبر : الوَلِيّ يعني
النصير المعين الظهير كل هذا بمعنى الولاية، الله يتولاك يا مؤمن، الله يتولاك يا
مؤمنة، أنتم يا إخواني أولياء الله والله وليُّكم فافرحوا بهذه البشرى، نسأل الله
أن يجعلنا من أهل ولايته.
يقول عز وجل:﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾[257/البقرة]
من مظاهر الولاية ﴿ يُخْرِجُهُمْ مِنَ
الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾[257/البقرة] من كل ظلمة يخرجك الله من ظلمة الجهل إلى
نور العلم من ظلمة الرياء إلى نور الإخلاص، اللهم ارزقنا الإخلاص يا رب العالمين،
من ظلمة الشرك إلى نور التوحيد، الله وليك الله معينك الله ظهيرك الله نصيرك الله
حبيبك، حبيبك هذه بشرى ستأتي بعد قليل، فأصحاب هذه الشجرة الله ناصرهم ومعينهم.
اسمع هذه
البشرى أيضا :﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ
اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾[62/يونس]
اللهم اجعلنا من أولياءك كل من نصر الدين فهو من أولياء الله لا تظن القبور
والأضرحة أنت ولي وأخوك الذي بجوارك ولي وأختك المؤمنة التي تسمعنا من أولياء الله
كل من والى الله من نصر الله ونصر دينه من أولياءه اللهم اجعلنا من أولياءك وحزبك
يا رب ولكن الولاية تختلف من شخص إلى آخر، وضربنا مثالا على ذلك من قبل، الذي قرأ
خمسة أجزاء في اليوم ولي والذي قرأ جزء ولي والذي قرأ جزءين ولي ولكن الولاية
تختلف قوة وضعفا بحسب نشاط العبد مع الله جل وعلا:﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ ﴾[62/يونس] مَنْ أولياءك يا رب؟:﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾[63-64/يونس]
اللهم اجعلنا من أهل البشرى.
أمِّنوا يا إخواني: يا حي يا قيوم، يا حي يا
قيوم، اللهم صلي على عبدك وخليلك محمد، اللهم اجعلنا من أولياءك اللهم اجعلنا من
حزبك اللهم لا تطردنا عن هذه البشرى، اللهم اجعلنا من أهلها اللهم تَولَّنا
بعنايتك اللهم تَولَّنا بنصرتك اللهم لا تَكِلْنا إلى أنفسنا ولا إلى عقولنا ولا
إلى أموالنا ولا إلا مناصبنا طرفة عين ولا أدنى من ذلك فَنَضِلَّ ضلالا بعيدا تَولَّنا
واشملنا بعنايتك، تَوَلَّ أزواجنا تَولَّ أولادنا تَولَّ بناتنا، تولانا بعنايتك،
واحرسنا بعينك التي لا تنام واحفظنا بِرُكْنك الذي لا يُرام، ارحمنا بقدرتك علينا
فلا نَهْلكْ، أنت رجاءنا يا أرحم الراحمين، ولايةً ونصرةً ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾[257/البقرة]
﴿ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾[62/يونس] والخوف المكروه المستقبلي والحزن المكروه
الماضي وإن شاء الله ستأتي في البشريات تبشير الملائكة لعباد الله الصالحين عند
وفاتهم.
الثمرة الثانية:
وقد سبق دراستها
فلا نطيل الذكر فيها وهي الحياة الطيبة الله يُحْيى المؤمن حياة طيبة يُحيي قلبك
يُحيي صدرك يشرح صدرك يُنَوَّر قلبك يُحيي الله بها عبده المؤمن وأَمَتَهُ المؤمنة﴿ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ﴾[40/غافر]
ما هي البشرى؟﴿ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
﴾[97/النحل] أَمِّن يا أخي: يا حي يا قيوم يا ذا الجلال
والإكرام صلي على النبي محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اللهم ارزقنا أطيب حياة
قَسَمْتَها لعبادك المؤمنين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا أجود الأجودين
يا أرحم الراحمين يا أول الأولين يا آخر الآخرين صلي على النبي محمد، اللهم ما قَسَمْتَهُ
لعبادك المؤمنين من حياة طيبة فاجعل لنا فيها أوفر الحظ واجعل لنا فيها أوفر
النصيب اشرح صدورنا يا رب وصدور أزواجنا وصدور أولادنا لهذه الحياة الطيبة لِيَنْعَموا
بها في الدنيا قبل أن يَنْعَموا بها في جوارك وجناتك يا أرحم الراحمين آمين آمين
آمين يا رب العالمين.
تعليق جميل
للشيخ: فلا يمكن أن يحيى العبد حياة طيبة إلا وهو مُتَمَتِّع بنعمة الإيمان
والعمل الصالح فمهما اجتهد العبد في الأعمال الصالحة وكان فاقد الإيمان فلا يمكن
أن يحيى الحياة الطيبة ومهما مَلَكَ العبد من أعراض الدنيا وشهواتها ولكنه بعيد عن
الإيمان فلا يمكن أن يحيى حياة طيبة والناس كلهم يطمعون في هذه الحياة الطيبة فهي
سعادة الدنيا التي ينشدونها ولكنهم ضلوا الطريق إليها فظنوا أن طريقها هو جمع
المال فقط الذي يُحَصِّلون به السعادة فيبذُلون أعمارهم في طلب المال والاستكثار
منه فَيَشْقَوْن بجمعه والحرص عليه ومنع حق الله فيهم ثم يُعَذَّبون به في الآخرة
قال تعالى :﴿
فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا
أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا ﴾[55/التوبة]
يُعَذِّبهم بالأموال، هل معنى هذا أن نعيش فقراء ولا نعمل ولا نشتغل؟ نُحَصِّل
بكالوريوس وليسانس وننام بجوار أمهاتنا! لا، فالآية خاصة بالكفار الذين قالوا:﴿ إِنْ هِيَ إِلَّا
حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا ﴾[37/المؤمنون] فسعادتهم في المال والخمر والرقص والطبل،
لا، نحن نُحصِّل المال ونكونوا أغنياء حتى لا نُذَلَّ للكافر، ألا ترى أن أمريكا
اليوم اشترت إيرادات الشعوب بالفلوس، إيرادات المسلمين تُشتَرى بالفلوس، فتعرض
أمريكا لتركيا، كم تريدي لضرب المسلمين في العراق؟ فَتَقْبل تركيا مال أمريكا لكي
يهتك الصليبي عِرْض المسلمة في العراق، لم تَنْج الأمة الإسلامية من بيع إيراداتها
لأمريكا، فإيرادات العرب ملك لغيرهم باعوا دينهم وباعوا شرفهم لما تخلوا عن نصرة
الله جل وعلا لذلك لم أكن أريد أن أعلق طويلا، الولاية الأولى غير موجودة للمؤمنين
أنَّ ربنا يتولى المؤمنين، الله الآن لا يتَولَّى المؤمنين لأننا هجرنا دينه، فمن
أخص صفات المؤمنين أنهم لا يوالون الكافرين لكن واقع الناس اليوم موالاة للكافرين
هل تريدون العزة من أمريكا! وَكلْتُكُم إلى أمريكا وأُسَلِّط عليكم أمريكا فمصدر
العز الذي طلبتموه اجعله مصدر ذُلٍّ لكم، اسمع هذه الآية: ﴿ لَا
تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ﴾[51/المائدة]
اسمع الآية:﴿ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا
(81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا
﴾[81-82/مريم] أمريكا سَتَكْفُر بكم وسَتُقَطِّعَكم،
تقسيم دول المسلمين هذه معلنة، والعِلْم الأوربي قام على أكتاف المسلمين، فالمسلم
لا يكتفي بصلاته فقط ويعيش فقيرا ذليلا، عيب عليك أن تترك الدنيا لليهودي
والنصراني ويُذِلَّك ويتحكَّم فيك ونترك الدراسة فتجد النصراني يعمل مهندسا في
شركة ويدير جمع من المسلمين وإذا استأذنت لكي تصلي، قال لك، لا وقت للصلاة، العمل
يحتاجك فيجب للمؤمن أن يُمَكَّنَ في الأرض ويكون عزيزا قويا صاحب شهادة ومنصب لكي
يحقق توحيد الله، لا يكتفي بالصلاة والمساجد فقط.
الثمرة
الثانية: الحياة الطيبة
يقول ابن القيم رحمه الله واصفا شيخه شيخ
الإسلام ابن تيمية: وعَلِم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه مع ما كان فيه من ضِيق
العيش وخلاف الرفاهية والنعيم ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق وهو مع
ذلك من أطيب الناس عيشا وأشرحهم صدرا وأقواهم قلبا وأَسرِّهم تلوح نضرة النعيم على
وجهه وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه فما هو إلا
أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله عنا، وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة،
فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقاءه.
وقال شيخ الإسلام: إنْ حبسوني وجدت في الحبس خَلْوة
وإن قتلوني وجدت في القتل شهادة وإن نَفوْني وجدت في النفي سياحة ففردوسي في صدري
معي أينما توجهت.
يقول ابن القيم رحمه الله: فسبحان من أشهد
عباده جنته قبل لقاءه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل فأتاهم من روحها ونسيمها
وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليه، إذاً لماذا نطلب جنة الله؟ لأننا
ذقنا جنة معجلة الله أكبر فالله عز وجل شرع لنا الشرع المتين من أجل أن تسعد
دنيانا وآخرتنا ومن أعرض عن شرع الله عز وجل أو فقد الإيمان كان أشقى الناس في
الدنيا قبل الآخرة.
يقول الشيخ: فالعبد مِلْكٌ لسيِّدِه ماله
ووقته وجهده وقلبه ولا سعادة له إلا بالإيمان فالقلب لا يسعد إلا بالله.
اسمع: ففي القلب فقر وحاجة وخُلّة لا يَسُدُّها
إلا الله عز وجل، بالذكر يجتمع شملك وتعود الحياة إلى قلبك.
اسمع هذه الجملة: وللعبد شاهد من نفسه فكلنا
فعل الطاعة وفعل المعصية فكم أطعنا الله عز وجل فوجدنا سعادة في القلوب وفرحا
بالله وأنسا به وجَمَعِيَّة عليه وكم عصينا الله عز وجل فوجدنا الضنك والشقاء
والهم والغم والحزن والوحشة بين العبد وبين الرب وبين الله عز وجل وعباده. وحدوا
الله هل أيام الطاعة مثل أيام المعصية؟ أشْهَدَكَ الله جنته أم لا؟ نعم أشْهَدَكَ جنته،
أشْهَدَكَ ناره أم لا؟ المعصية نار، الذل الذي تراه بعد المعصية لا يساوي اللذة
البسيطة التي ذهبت.
اسمع: الثلاثة الذين ضاقت عليهم الأرض بما
رحبت ضاقت عليهم أنفسهم وظنوا ألا ملجأ من الله إلا إليه. يقول الشيخ في هؤلاء: ما
سفكوا دما حراما ولا أكلوا مالا حراما فكيف يكون حال العصاة الذين يستمرون على
ذنوبهم ثم لا يُقْصِرون؟
الثمرة الثالثة: ومن ثمرات الإيمان محبة الرحمن لعباده المؤمنين ومحبة
الله للمؤمنة؛ أجمل آية تقرأها في هذا الموضوع وأنا ذكرتها كثيرا واجعلنا اللهم من
أهلها اسمعوا: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ
الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾[96/مريم] حتى الحصى يحبك والشجر يحبك والأرض تبكي عليك
يوم رحيلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( هذا جبل يُحِبُّنا ونُحِبُّه
))جبل أُحُد، وربنا يجعل لك وُدًّا في قلب زوجتك إن أطَعْته عز وجل ولما عصيت
العزيز جعل زوجتك سببا لِذُلِّك، أطع العزيز وقلوب الخلق بيد العزيز يحبب فيك
الخلق. اللهم اجعل لنا وُدًّا بتوحيدنا لك وإيماننا، الله اجعل لنا وُدًّا عند
ملائكتك واجعل لنا وُدًّا في الأرض وفي السماء برحمتك يا ودود.
الشيخ
ابن كثير رحمه الله في الآية السابقة لكلمة وُدًّا يقول: يخبرنا تعالى أنه يغرس
لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات وهي الأعمال التي ترضي الله عز وجل
لمتابعتها الشريعة المحمدية، محبة ومودة، وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه.
البشرى
الرابعة: ومن ثمرات
الإيمان دفاع الله عز وجل عن المؤمنين قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ
عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾[38/الحج] قال الإمام الرازي رحمه الله وإن كان تفسيره طَيِّبا
ففيه شيء من الفلسفة: ولم يذكر ما يدفعه حتى لا يكون أفخم وأعظم وأعم. قلوب أمريكا
بيد من؟ ربنا قادر أن يصرف قلوبهم عن المؤمنين وقادر على أن يسلطهم على المؤمنين
فقد صرف قلوب بعض الصحابة يوم أُحُد﴿ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ﴾[152/آل
عمران]صرف قلوب الصحابة لما رأوا المغانم وقد قال لهم الرسول: لا تتركوا الجبل حتى
لو رأيتم الجبل يتخطفهم، لما أحبوا الدنيا ﴿ مِنْكُمْ
مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ﴾[152/آل عمران] حتى أن منهم من ترك الموقع وفرَّ ﴿ إِذْ
تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ ﴾[153/آل
عمران]ومنهم من رجع إلى المدينة. لما نطيع ربنا ونستجيب لشرعه الله يَصْرِف قلوب
الكفرة ﴿ وَاعْلَمُوا
أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ﴾
[24/الأنفال] ربنا قادر أن يصرفهم أو يشغلهم بأنفسهم قادر على محاربتهم لبعض، ليس
شرطا أن نكون مثل الكافرين في القوة لأننا لن نهزمهم بالقوة فقط، نَعَم ﴿ وَأَعِدُّوا
لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ
عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾[60/الأنفال]ربنا أمرنا أن نكون إرهابيين أي أن نُرْهِب
الكافرين كيف نرهبهم؟ نظلمهم؟ لا، لو عندنا القوة سيعملون لنا ألف حساب. بماذا
عاملت أمريكا كوريا؟ عامَلَتْها بالتفاوض، في حين أنها الآن تدجج أسلحتها لضرب
إخوانكم المؤمنين لأن العراق ليس لها قوة والأمة مفرقة لكن كوريا لديها قوة، فواجب
أن يكون مع الحق قوة، وأمريكا هي لب الإرهاب بما يملكون من أسلحة دمار لكن هذا هو
حال الأمة لما تَنْسى ربنا
﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾[67/التوبة]
﴿ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ﴾[19/الحشر] ﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ
الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ﴾[19/المجادلة]
لكن لماّ نعود إلى الله يدافع
﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾[17/الأنفال]
أمريكا تمتلك أسلحة ذرية وهيدروجينية وصواريخ عابرة القارات وربنا قادر أن يصرف
قلوبهم عنكم والأرض ملك لله، فأمريكا لا تملك الأرض ولا السماء ولا النجوم ولا
الشموس ولا الرياح فنحن معنا الله، مالك الملك، حرام أن تُخَوِّفوننا من المخلوق،
لماذا لا نعود إلى ديننا ساعتها! يدافع الله عن المؤمنين فتجد الآيات القرآنية
تخاطب أهل الإيمان بأن يحققوا مقتضيات الإيمان أساعدكم على استئصال الكافرين،
الكافر لا يكون عزيزا على المؤمن أبدا الله لا يرضى أن يكون الكافر عزيزا ربنا قال:
﴿ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾[29/التوبة] أَذِلَّة.
ومن ثمرات الإيمان: الدفاع، قال
تعالى: ﴿ إِنَّا
لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ
يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾[51/غافر] انتبه: ربنا أقوى من أمريكا، لا تخف، نحن على
يقين أن ربنا أقوى من أمريكا ومن الشيوعيين، والإسلام قادم بعز عزيز أو بذل ذليل،
وسترفرف راياته على روما وإيطاليا، وكلام الصادق المعصوم لا يقع الأرض أبدا، ممكن
الكفار يكون لهم جولة اليوم، لا تخف اليوم فقط، وغدا لنا، نحن على يقين، وهل
يستطيع أحد أن يطفئ نور الرحمن الرحيم القوي العزيز ﴿
وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ﴾
[8/الصف] لا تيأس ولا تخف وهم يضربون في الإسلام مئات السنين والإسلام موجود أم
لا؟ اذهب إلى الحرم تجد معظمهم من الشباب المصريين ﴿ فَأَمَّا
الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي
الْأَرْضِ ﴾[17/الرعد]. اعلم أن طغيان الطاغي أول سبب لهلاكه، إن
الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
من ثمرات الإيمان: البشرى: قال تعالى أيضا
في خمس آيات ﴿ وَبَشِّرِ
الْمُؤْمِنِينَ
﴾ وأطلق البشرى في الآيات الكريمات وتركها، بشرى لكل خير
فلم يحدد الله نوع البشرى فلم يقل أُبَشِّرهم بكذا، فترك المفعول لعموم البشرى.
أمِّن يا أخي: اللهم استجب لنا هذه الدعوة، يا
حي يا قيوم صلى على النبي محمد وآله اللهم بشرنا حين الممات بروح وريحان ورب راض
غير غضبان، وبشرى في القبر صدق عبدي فافرشوا له من الجنة اللهم اجعلنا منهم، وبشرى
يوم يقوم الأشهاد، بشرى عندما تؤتى كتابك بيمينك ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ
كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ﴾[19/الحاقة]،
وبشرى في الجنة.
6ومن ثمرات الإيمان:أنه أعظم تسلية
للمؤمنين عند المصائب، آية في سورة الحديد وآية في سورة التغابن ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ
بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾[11/التغابن] فالمصيبة بقدر الله فَيَطْمَئِنّ لقضاء
الله وقدره ويصبر ويرضى. والرضا أعلى من مقام الصبر، أما آية الحديد فهي أعظم سلوى
للمؤمن في الدنيا ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ
إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ
يَسِيرٌ (22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا
آتَاكُمْ ﴾[22-23/الحديد]
قولوا لا إله إلا الله، مادام كل شيء بقدر ربي فأنا مُطْمئنّ لقدر ربي لأنه العدل
وأنه الحكيم في البلاء، وربما المضرة يكون فيها المنفعة لك وأنت لا تشعر ﴿
وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ ﴾[216/البقرة] ﴿
أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ
لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ ﴾[79/الكهف]
﴿ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ ﴾[80/الكهف] ﴿ وَأَمَّا
الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ
لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا ﴾[82/الكهف] فأنت لا تعرف
الحكمة من مرضك لا تغضب على مرضك فالله يرفع بمرضك الدرجات ويمحوا الخطايا وقدوتك
رسول الله فهل كان الله يُعَذِّب رسوله بالحُمَّى؟ لماذا ابْتُلِي بالحُمَّى ومات
بحُمَّى مضاعفة فقد قال عليه الصلاة والسلام: (( نحن الأنبياء يُضاعَف لنا البلاء
ليُضاعَف لنا الأجر )) المرض من علامات حسن الختام.
ومن ثمرات الإيمان: أنه أعظم تسلية،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((
عجبا لأمر المؤمن إنَّ أمْرَه كله له خير إن أصابته سراء شكر وإن أصابه
ضراء صبر )) هذه جنة أم لا؟ الرجل يده
ورجله مُقطَّعة وهو يذكر الله ويقول: يا رب إنْ قُطِعت يداي وقدماي فالحمد لك أن
أبقيت لسانا أذكرك به، ما هذا الرضا أعرف صديقا لي في الجامعة وتعاهدنا أن يدخل هو
في كلية الطب وأنا في كلية أصول الدين وهو يحمي الإسلام في مكانه وأنا في مكاني وابْتُلِي
ابنه بفشل كلوي وكان راضيا صابرا محتسبا وتبرع أخو المريض بكلْيَتِه فمات المريض
وبقي المتبرع بكلْيَة واحدة ولما ذَهَبْتُ لأبيه لأُعَزِّيه فكان راضيا بقضاء الله
﴿ وَنَبْلُوكُمْ
بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً
﴾[35/الأنبياء].
7ومن ثمرات الإيمان: أن المؤمنين
يهرعون إلى الإيمان، ويلجأون إليه في كل ما يعتريهم من خير وشر وطاعة ومعصية ويسر
وعسر وإليك التفصيل، فإن خُوِّفوا لجأوا إلى الإيمان ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ
النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ ﴾[173/آل عمران]
ماذا فعل التخويف لهم ﴿ فَزَادَهُمْ
إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا
بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ﴾[173-174/آل عمران]هذه نزلت بعد غزوة أُحُد النبي خرج
لحمراء الأسد قال للصحابة: الذي حضر مَعِي الغزوة هو الذي يخرج مَعِي يخرج مَعِي
المجروحين المهمومين المغمومين﴿ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا
لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ
أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) ﴾[172/آل عمران] ﴿ وَلَمَّا رَأَى
الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ
وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾[22/الأحزاب]إما النصر وإما الشهادة، لا تخف. فإن خُوِّفوا
لجأوا إلى الإيمان وإذا فعلوا طاعة لجأوا إلى الإيمان وإذا فعلوا معصية لجأوا إلى
الإيمان، إذا فعلوا طاعة لجأوا إلى الإيمان فعلموا أن الله هو الذي وفَّقهم لهذه
الطاعة. وإذا فعلوا معصية رجعوا إلى الإيمان وقالوا: كيف نعصي الله وهو يرانا!
سامحنا يا رب، ليس لنا سواك يغفر الذنب فالصحابة في كل حياتهم لجأوا إلى الإيمان
فالإيمان عاصم لهم في حياتهم، نكتفي بهذا القدر.
يا عزيز يا رحمن يا عزيز يا رحمن يا عزيز يا
رحمن صلي على نبينا العدنان وآله، اللهم ارزقنا حلاوة الإيمان اللهم ارزقنا لذة
الطاعة اللهم أعزَّنا بعز الطاعة ولا تذلنا بذل المعصية اللهم أعزَّنا بعز الإيمان
اللهم اجعلنا من أهل الإيمان اللهم احفظ علينا نعمة الإيمان وعلى أولادنا وأزواجنا
يا رب العالمين والمؤمنين والمؤمنات.
اللهم أعزنا بعز الإيمان اللهم أعزنا بعز
الطاعة اللهم لا تذلنا بذل المعصية اللهم لا تشغلنا عنك بسواك وذَكِّرنا بك فلا
ننساك اللهم ما رزقتنا مما نحب فاجعله بلاغا لنا فيما تحب وما زَوَيْتَ عنا مما
نحب فاجعله فراغا لنا فيما تحب.
اللهم اهدنا وأزواجنا وذرياتنا ونجنا ونجهم من
فتن هذا الزمان اللهم صب الخير صبّاً صبّا، ولا تجعل حياتنا كدّاً كدّا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة
وقنا عذاب النار.
اللهم رد الكافرين عن ديار المسلمين خزايا
منكسرين خائبين اللهم رد الكافرين عن ديار المسلمين بغيظهم لا ينالون خيرا واكف
المؤمنين شر القتال، اللهم عليك بالطغاة الغزاة اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا
تبق منهم أحدا أرنا فيهم يوما أسودا أرنا فيهم عجائب قدرتك فإنهم لا يعجزونك، يا
رب إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا إن تذرهم يهتكوا أعراض
المسلمين إن تذرهم يُحرِّقوا بيوت المسلمين، إن تذرهم يقتلوا أولاد المسلمين،
اللهم أحصهم عددا اللهم اقتلهم بددا اللهم لا تبق منهم أحدا اللهم مُنْزِل الكتاب ومُجْرِي
السحاب سريع الحساب هازم الأحزاب اهزمهم، زلزلهم، اللهم زلزلهم زلزالا شديدا واشف
صدورنا بهلاك عدوك وعدونا نستودعك نساءنا في العراق نستودعك أعراضنا في العراق
نستودعك بناتنا في العراق نستودعك شبابنا في العراق نستودعك شيوخنا في العراق نستودعك
أطفالنا في العراق، اللهم احرسهم بعينك التي لا تنام اللهم رُدَّ عنهم كيد
الكائدين وحسد الحاسدين وحقد الحاقدين، اللهم أَنْج دولة العراق من مكر بوش
الصليبي الحاقد ومكر صدام حسين زعيم حزب البعث الاشتراكي، اللهم أنجهم من هذين
الكلْبيْن الأسودين يا رب العالمين، اللهم احقن دماء المسلمين اللهم اجمع شمل
المسلمين اللهم آمن روع المسلمين اللهم آمن خوف المسلمين اللهم وَحِّد جيوش
المسلمين اللهم وَحِّد كلمة حكام المسلمين وارفع بهم راية الجهاد في سبيلك حتى لا
تكون فتنة ويكون الدين لك يا رب العالمين، اللهم آمنَّا في أوطاننا وأصلح
أئمَّتَنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك يا رب العلمين اللهم اجعل
بلدنا هذا سخاءً رخاءً أمنا أمانا وسائر بلاد المسلمين هَوِّن علينا سكرات الموت هَوِّن
علينا ساعات الموت ارحم في الدنيا غربتنا وفي القبور وحشتنا وارحم موقفنا غدا
عرايا بين يديك يا أرحم الراحمين اللهم آنس تحت التراب وحشتنا وارحم تحت التراب
غربتنا وبَيِّض يوم العرض عليك وجوهنا وأدخل عظيم جُرْمِنا في عظيم عفوك يا واسع
الفضل والجود والإحسان، وصلي وسلم على خير الأنام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق